الاتفاق على وقف الأعمال العدائية الذي توصلت إليه، هذا الأسبوع، روسيا والولايات المتحدة، بعد جولة من المفاوضات، يمكن أن يصبح خطوة مهمة ومرحبًا بها بالنسبة لمستقبل سوريا؛ فكل يوم يستمر فيه سريان الاتفاق ينقذ آلاف الأرواح.

وبعد أن توصلت روسيا والولايات المتحدة إلى تقليص كبير في العنف ووقف للضربات الجوية، يتعين عليهما أن تستغلا نفوذهما لدى الحكومة السورية، والجماعات السورية المسلحة، لضمان الوصول الكامل وغير المعوق للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، مع إعطاء الأولوية للمناطق المحاصرة، مثل شرق حلب، التي علق فيها 250,000 إنسان وهم في أمس الحاجة إلى الغذاء، والوقود، والإمدادات الطبية.

 على أن اتفاقيات وقف العنف المؤقتة والمتقطعة لا يمكن أن تصبح هدفًا في حد ذاتها. كذلك لا ينبغي أن يقاس نجاح هذا الاتفاق بمدى تراجع مستويات القتال فقط، بل يجب أن يصاحبه نفاذ مستدام للمساعدات الإنسانية، دونما قيد أو شرط، إلى كل أنحاء سوريا، وإنهاء النزوح القسري لمجتمعات بأسرها، كما حدث مؤخرًا في داريا، وعملية سياسية تعالج الأسباب الجذرية للأزمة.

لقد أثبتت روسيا والولايات المتحدة، للمرة الثانية، أنهما قادرتان على إخراس صوت السلاح في سوريا. لذلك، فستتلطخ أيديهما بدماء المزيد من المدنيين الأبرياء إذا ما سمحا باستئناف النزاع الوحشي، والعودة إلى الاستهداف غير المشروع للمدنيين والبنية التحتية المدنية، من مستشفيات، ومدارس، وأسواق.

قد يوفر اتفاق وقف الأعمال العدائية هذا فرصة نادرة للتحرك نحو حل سياسي تفاوضي للنزاع السوري المدمر. لذلك، نطالب روسيا والولايات المتحدة أن يضمنا عدم إضاعة هذه الفرصة. كذلك يجب على نظراء الولايات المتحدة وروسيا من أعضاء مجموعة الدعم الدولي لسوريا ألا يتغافلوا عن مسؤولياتهم، المتمثلة في استخدام نفوذهم لتشجيع أطراف النزاع على احترام الاتفاق، ورصد الانتهاكات ورفع تقارير عنها، وضمان تسمية مقترفي أي انتهاكات جديدة للقانون الدولي الإنساني وتقديمهم للمساءلة.