يوجد أكثر من ألف وخمسمئة حالة أمراض مزمنة لكبار في السن وأطفال، ومن بين هذه الحالات خمسمئة إصابة بمرض التلاسيميا وحده.
وتفرض معاناة أصحاب الأمراض المزمنة في ريف حمص الشمالي نفسها على واقع السكان المحاصرين إذ يوجد أكثر من ألف وخمسمئة حالة أمراض مزمنة لكبار في السن وأطفال، ومن بين هذه الحالات خمسمئة إصابة بمرض التلاسيميا وحده.
ويحتاج هؤلاء المرضى إلى رعاية خاصة لا تستطيع المستشفيات الميدانية في ريف حمص تأمينها في ظل الحصار المفروض ونقص الأدوية والمعدات الطبية اللازمة، إضافة لنقص الكوادر البشرية المتخصصة ما يجعل كثير منهم عرضة للموت بسبب ذلك.
ومن رحم المأساة نشأت "صداقة دم" عجيبة بين الفتى أحمد المصاب بمرضة التلاسيميا وصديقه علي الذي يتبرع له بالدم كل شهر تقريبا.
ويقول والد أحمد للجزيرة نت إن ابنه مصاب بمرض التلاسيميا منذ الصغر ما يجعله يحتاج لنقل دم كل شهر تقريبا.
وأوضح "كان المستشفى الميداني هنا يؤمن لنا الدماء اللازمة ويتولى عملية نقل الدم، ولكن مع كثرة القصف وسقوط كثير من الإصابات أصبح المستشفى يعاني نقص الدماء اللازمة، وقد أبلغونا بضرورة البحث عن أشخاص لكي يتبرعوا لولدي بالدماء، وكان صديق ابني أحمد أحد هؤلاء الأشخاص".
نقص الأدوية
وعن معاناة الكادر الصحي يتحدث مدير قسم الأدوية في المستشفى الميداني في الحولة عدنان الزكاحي للجزيرة نت عن النقص الشديد في كمية الأدوية وخصوصا لأصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والربو وغيرها، إضافة إلى نقص الدم، مشيرا إلى أنه في حال وقوع كثير من الإصابات بفعل القصف نضطر إلى البحث عن متبرعين من المدنيين.
ويوضح الزكاحي أن عملية تأمين الأدوية اللازمة لهذه الحالات والحصول عليها من المناطق الأخرى وإدخالها إلى الريف الشمالي لحمص يتطلب جهدا كبيرا ومبالغ مالية كبيرة في وقت تعاني الجهات الصحية أساسا قلة الدعم المقدم ما يشكل ضغطا كبيرا على عمل المستشفى.
ويعتبر ريف حمص الشمالي مع حي الوعر في مدينة حمص آخر مناطق سيطرة كتائب المعارضة المسلحة في محافظة حمص وسط سوريا حيث تفرض عليهما قوات نظام بشار الأسد حصارا خانقا منذ أربعة أعوام.
ويعاني سكان هذه المناطق البالغ عددهم نحو ثلاثمئة ألف نسمة من القصف المتواصل وقلة المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى نقص الكوادر البشرية المتخصصة، خاصة الأطباء، حيث يعمل في ريف حمص خمسة أطباء فقط، بعدما هجر غالبية الأطباء الريف إما لأسباب أمنية أو خوفا على حياتهم وحياة أسرهم.