جرت عملية الاقتراع في اليوم الأول من انتخابات مجلس الشعب المصري، ضمن أجواء إيجابية غير مسبوقة في مصر، استتب فيها الأمن، ولم تسجل خلالها أية خروقات جوهرية في المحافظات التسعة التي شملتها المرحلة الأولى من الانتخابات.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان  (EuroMid) ،  في بيان له الثلاثاء (29/11)، أنّ عملية الاقتراع في المحافظات المصرية شهدت إقبالًا لافتًا وإيجابيًا، ولم تسجَّل خلالها أية حوادث عنف لافتة أو اعتداءات، رغم خروج البلاد من موجة احتجاج دامية ضد المجلس العسكري الحاكم، سقط خلالها أربعين قتيلًا.

واستثنى المرصد الحقوقي من ذلك، ما شهدته إحدى مراكز الاقتراع في محافظة أسيوط بصعيد مصر؛ حيث عرقل مسلحون تابعون لأحد المرشحين، وصول المواطنين إلى مركز الاقتراع، منوهًا إلى أنّ لجان شعبية تعمل في المحافظة وبالتعاون مع القوى الأمنية سيطرت على الحادث في وقت قصير.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الانتخابات التي يُشرف على مراقبتها أكثر من تسعة آلاف قاضٍ،  جرت في جو من الحرية والنزاهة، ولم يُسجَّل خلال اليوم الأول منها أية خروقات واضحة تؤثر في سير العملية الانتخابية، وأنّ ما تمَّ رصده من مخالفات تصنَّف بالبسيطة نسبيًا.

وأوضح المرصد أنّ هذه المخالفات، جاءت من قبيل شكاوى مواطنين عن تأخر فتح أبواب بعض اللجان، أو تأخر وصول أوراق التصويت إليها أو وصولها غير مختومة إلى البعض الآخر.

وأضاف المرصد الأورومتوسطي أنّه رصَد شكاوى متواترة لناخبين في محافظة الفيوم، قالوا فيها أنّ أنصار حزبيّ "الحرية والعدالة" و "النور" وزَّعوا نشرة إرشادية للناخبين، طُبع عليها شعار أحزابهم، في مراكز "أبشواي" و"يوسف الصديق" و"سنهورس" في المحافظة، كما شوهد مندوبو بعض المرشحين يمارسون الدعاية الانتخابية داخل لجان الاقتراع وعلى أبوابها.

من جانب آخر؛ شهد عدد من اللجان تأخرًا في حركة طوابير الناخبين، بسبب طول قائمة الانتخاب الفردية، واستنفاذ وقت كبير من قبل الناخبين في إيجاد إسم ورمز مرشَّحيهم، بينما تداركت لجانٌ أخرى هذا الأمر، وقامت بتعليق الورقة الخاصة بمرشحي القوائم الفردية على باب اللجنة لمساعدة المواطنين، والتسريع من عملية الاقتراع. 

ورغم الاقبال الكثيف للمواطنين، وحداثة التجربة الديموقراطية بعد الثورة، وتعدد الأحزاب السياسية التي تخوض الانتخابات، وتتجاوز الخمسين حزبًا متنافسًا، شهدت غالية اللجان والمقرات الانتخابية التي يصل عددها إلى نحو 9800 مقر، حالة من التنظيم العالي، والالتزام الكبير من جانب الناخبين بالنظام وتعليمات مشرفي اللجان.

كما سجَّل المرصد الأورومتوسطي قيام قوات الجيش والشرطة بمساعدة المواطنين، لا سيما كبار السن، الذين وجدوا صعوبة في الوصول إلى لجانهم، إلى جانب الانسجام الكبير بين هذه القوات لجان شعبية شكلها المواطنون في مختلف المحافظات.

وأشار المرصد إلى أنّ الاقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، الذي استدعى تمديد وقت العملية  الانتخابية ساعة أخرى، يعكس حالة من الثقة في الشارع المصري، وإقبالًا من مختلف شرائح المجتمع على العملية الديموقراطية وإيمانًا بها.

وسجَّل المرصد الحقوقي عبر ممثليه في المحافظات المصرية ارتياحًا لدى الناخب المصري، الذي بات يرى في هذه الانتخابات أول فرصة حقيقة تُتاح له لاختيار مرشحيه في مجلس الشعب بأجواء نزيهة وشفافة، ودون أن تشهد ليلة الانتخابات أو نهارها عمليات اعتقال أو ترهيب للمرشحين والناخبين، أو عرقلة لوصولهم إلى مراكز الاقتراع، كما اعتادوا في العقود الماضية.

وسيصدر المرصد الأورومستوسطي لحقوق الانسان، تقريره المفصل حول المرحلة الأولى من  العملية الانتخابية المصرية مع نهاية الاقتراع الذي يُتوقع أن يُغلق اليوم الثلاثاء (29/11) تمام الثامنة مساء، ما لم يتم تمديده.

29/11/2011