إسرائيل تمنع سفر آلاف الفلسطينيين
يشير التقرير الذي أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن السلطات الإسرائيلية نفذت منذ مطلع عام 2011 نحو أربعة آلاف حالة منع من السفر بحق مواطني الضفة الغربية بمعبر الكرامة الحدودي الواصل بين الأراضي الفلسطينية والأردن.
وأشار التقرير إلى أن هذا المنع يترافق في ثلثي الحالات مع إخضاع السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين لممارسات تصنف بأنها "مذلة" تتمثل في التفتيش الدقيق والتحقيق القاسي على يد ضباط من المخابرات، إلى جانب الإجبار على الانتظار ساعات طويلة في ظروف صعبة.
ويوثق التقرير نماذج متنوعة من الشهادات الخاصة بممنوعين من السفر منهم المرضى والنساء وكبار السن، إلى جانب عدد من الصحفيين والنشطاء السياسيين والطلبة، بل وحتى النواب المنتخبين بالمجلس التشريعي الفلسطيني وموظفين في وكالات دولية وأممية.
ويلفت المرصد، في تقريره، إلى أن مواصلة إسرائيل انتهاك حق الفلسطينيين في السفر والتنقل يترتب عليه وقوعها بجملة من المخالفات الصارخة لمواثيق وعهود حقوق الإنسان التي يلتزم بها المجتمع الدولي ووقعت عليها إسرائيل، لأن تقييد حق الحركة والتنقل يفضي إلى انتهاك حقوق مدنية أساسية أخرى، كالحق بالعلاج والتعليم والعمل والسفر للقاء الأهل وتأدية الطقوس الدينية.
من ناحية أخرى يحذر التقرير الحقوقي من استغلال مخابرات إسرائيل الحاجات الملحة للراغبين بالسفر، بابتزازهم ومقايضة السماح لهم بالعبور مقابل التعاون الأمني معها، أو من خلال دفعهم للتوقيع تحت الضغط والإكراه على وثائق تسلب حقهم بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية مرة أخرى.
ويختم التقرير بتوصية يرفعها للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الأممية للاضطلاع بأدوارها تجاه صيانة حق الفلسطينيين في السفر والتنقل من وإلى الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك المساءلة القانونية حول انتهاك هذا الحق والضغط المباشر على السلطات الإسرائيلية لتنفيذ التزاماتها في إطار القانون الدولي ووقف سياسة العزل والتعسف الممارسة ضد الفلسطينيين.