قالت "لما جبارة"، المدير التنفيذي للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تصريح صحفي اليوم: "يندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بالهجوم المسلح الذي نفذته قوات عسكرية تابعة للّواء الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" على مركز إيواء واحتجاز مهاجرين غير شرعيين في منطقة "قصر بن غشير"، جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، صباح أمس الثلاثاء، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 10 آخرين بجراح خطيرة- وفقًا لما أفادت به مصادر ميدانية لفريق الأورومتوسطي.

ووفقًا للمعلومات التي وردتنا، فإنّ حراس المركز- يتواجد به أكثر من 800 مهاجر- التابعين لحكومة الوفاق الوطني عجزوا عن صد الهجوم؛ بسبب قلة تجهيزاتهم، إضافة لكون المركز بعيد نسبيًا عن مواقع الاشتباكات المسلحة بين قوات حكومة الوفاق الوطني والقوات التابعة لـ "حفتر".

إنّ هذا الهجوم لم يكن الأول في الفترة الاخيرة، حيث شنت مقاتلات حربية تابعة لقوات "حفتر" في 12 أبريل الجاري عدة غارات جوية على مراكز لاحتجاز المهاجرين تابعة لحكومة الوفاق الوطني في مدينة "زوارة" بالقرب من الحدود الليبية التونسية.

إنّ مثل هذه الاعتداءات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وخرق واضح لنصوص اتفاقية اللاجئين لعام 1951.

إننا في المرصد الأورومتوسطي نؤكد على ضرورة أن تضطلع الجهات المعنية بمسؤولياتها تجاه هذا الحادث غير المبرر وغير المقبول، وأن يتم تحييد مراكز المهاجرين واللاجئين والأعيان المدنية كافة عن العمليات العسكرية.

كما نطالب أطراف النزاع بضرورة تجنيب المدنيين ويلات النزاع، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. وندعو المجتمع الدولي للتدخل العاجل بهدف منع توسع دائرة الاقتتال، والعمل على اتخاذ إجراءات ضرورية وعاجلة لمعاقبة المتورطين في الانتهاكات التي ترافق العمليات العسكرية في مختلف المناطق الليبية."

يشار إلى أنّ الاشتباكات المسلحة وأعمال القتال بين قوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا، والمستمرة منذ 4 أبريل/نيسان الجاري، أسفرت -بحسب توثيق الأورومتوسطي- عن مقتل 230 شخصًا على الأقل وجرح المئات، وشلل شبه كامل لحياة نحو مليوني شخص يقطنون العاصمة الليبية طرابلس.