منذ عدة سنوات تحوّل اليمن إلى ممر وطريق للمهاجرين من أفريقيا إلى السعودية عبر رحلة طويلة وقاسية محفوفة بالمخاطر، ومواجهة الانتهاكات الجسيمة من مختلف الأطراف.

وهربًا من الفقر والملاحقات الأمنية، وبحثًا عن فرص العمل في المملكة العربية السعودية يحاول سنويًا عشرات إلى مئات الآلاف من الأفريقيين الهجرة إلى المملكة، رغم جملة ما يتعرضون له من صنوف الانتهاكات.

ونتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية والصراعات التي تشهدها القارة الأفريقية، أصبحت ظاهرة الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى مشكلة اللاجئين والنازحين تشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه القارة الأفريقية، وفي ضوء ذلك أعلن الاتحاد الأفريقي أن عام 2019 هو عام «اللاجئين والعائدين والمشردين داخليًا» نظرًا لأهمية مشكلة اللاجئين والنازحين في القارة الأفريقية، والتي تضم نحو ثلث المشردين في العالم.

ومنذ عام 2010، نزل أكثر من 337 ألف مهاجر ولاجئ بالساحل اليمني على البحر الأحمر وخليج عدن. وزادت أعدادهم كثيرًا ثم انحسرت مرة أخرى في يوليو/تموز 2013، بسبب حملة السعودية على العمال المهاجرين غير الشرعيين، ثم زاد العدد مرة أخرى في مارس/آذار 2014، واستمر سنويا بأعداد تقدر بعشرات الآلاف.

ومن بين العمال المهاجرين في السعودية -الذين جاوز عددهم 10 مليون عامل- أكثر من 500 ألف عامل إثيوبي، وفد الكثير منهم بشكل غير رسمي إلى السعودية مرورا باليمن. ورغم أن العوامل الاقتصادية هي الدافع الأبرز للهجرة من إثيوبيا وعموم أفريقيا؛ إلا أن هناك أعدادًا لا يستهان بها تفر من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ارتكبتها حكوماتهم. ولم يمنع ما يعاني منه اليمن حاليًا من نزاع مسلح، أطرافه الحكومة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية وبمشاركة الإمارات، في مواجهة الحوثيين، وبرغم وصف الأمم المتحدة ما يجري في اليمن بأنه أسوأ وأكبر أزمة إنسانية في العالم؛ استمرار تدفق المهاجرين الباحثين عن الفرص في بلاد النفط العربي.

ففي اليمن هناك نشاط يُقدر بملايين الدولارات، من الإتجار بالمهاجرين وابتزازهم، مع مرورهم بالأراضي اليمنية، لذلك لم يكن غريبا وصول أكثر من 50 ألف مهاجر من الصومال وإثيوبيا – بينهم 30 ألف طفل –لليمن بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2017، بحسب لمنظمة الدولية للهجرة.

وحتى فبراير/شباط 2018، كان اليمن يستضيف نحو 281 ألف لاجئ منهم الكثير من الصوماليين، المعترف بهم كلاجئين تلقائيا، وطالبي لجوء، وربما يكون العدد أكبر من ذلك بكثير بالنظر إلى المشاكل التي يواجهها المهاجرون لدى التسجيل لدى وكالات الإغاثة الإنسانية. ووفق إحصائيات منظمة الهجرة الدولية؛ فإن أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى اليمن عام 2018، بزيادة ناهزت 50 % مقارنة بعام 2017 م. أما عام 2019 فقد شهد وصول 107 آلاف حتى بداية شهر أكتوبر الماضي.

وفي هذا التقرير، يوثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومنظمة سام لحقوق الإنسان، أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون في الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

التقرير كاملًا