جنيف- انتقد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قرار قائد مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن "عبد الفتاح البرهان" حل مجالس أمناء الجامعات الحكومية، وتعيين 30 مديرًا جديدًا مع نوابهم.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الأربعاء، إنّ البرهان أصدر أمس الثلاثاء 29 مارس/ آذار 2022، قرارًا يقضي بحل مجالس أمناء 30 جامعة حكومية سودانية، وأتبعه بقرار آخر بعد ساعات يقضي بإقالة مدرائها واستبدالهم بمدراء جدد، في اعتداء تعسفي جديد على الكيانات المدنية في البلاد.

   يعكس القرار النهج الإقصائي لسلطة الأمر الواقع في السودان، والتفرد بإصدار القرارات دون الاكتراث بمشروعيتها، أو حتى إطلاع واستشارة أصحاب الشأن قبل إصدارها   

وأكّد المرصد الأورومتوسطي على عدم دستورية قرارات الحل والتعيين الجديدة لعدم امتلاك سلطة الأمر الواقع أي صلاحية قانونية بموجب الوثيقة الدستورية 2019 تجيز لها إقالة مجالس أمناء الجامعات أو إقالة مدرائها على هذا النحو.

ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن تدخل سلطة الأمر الواقع في عمل وهيكلية الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، إذ يمكن أن يؤثر ذلك على سير العملية التعليمية، واعتراف المؤسسات الأكاديمية خارج السودان بشهادات الطلاب بسبب الشكوك حول خلفية إدارات المؤسسات التعليمية المعينة من سلطة الأمر الواقع.

وأبدى خشيته من أن يكون القرار نابعًا من دوافع انتقامية وعقابية، إذ أعلنت سابقًا عدد من مجالس الجامعات التي صدر قرار بحلّها رفضها للانقلاب العسكري، وأيّدت الاحتجاجات المتواصلة ضده، كما أعلنت اللجنة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم الإضراب عن العمل للمطالبة بتعديل هياكل الأجور وتنفيذ إقرار الزيادات التي اعتمدها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

ولفت إلى أنّ القرار يعكس النهج الإقصائي لسلطة الأمر الواقع في السودان، والتفرد بإصدار القرارات دون الاكتراث بمشروعيتها، أو حتى إطلاع واستشارة أصحاب الشأن قبل إصدارها.

وحذر المرصد الأورومتوسطي من مغبة أن يكون قرار إقالة مجالس الجامعات في السودان مقدمة للمساس بقطاعات مدنية أخرى لتعزيز سيطرة ونفوذ سلطة الأمر الواقع على القطاعات كافة في البلاد.

ودعا المرصد الأورومتوسطي قيادة الجيش السوداني إلى التراجع الفوري عن قرار إقالة مجالس أمناء الجامعات الحكومية وإداراتها، وتحييد المؤسسات المدنية الخدمية عن إجراءات الانقلاب التعسفية.

وحث المرصد الأورومتوسطي سلطة الأمر الواقع على احترام تمتع المواطنين بحقهم في التعليم، وضرورة تقدير عواقب المس بقطاع التعليم على مستقبل الأجيال القادمة.

وكان رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن "عبد الفتاح البرهان" أعلن في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 حلّ الحكومة ومجلس السيادة وإعلان حالة الطوارئ، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الموقعة بين العسكريين والمدنيين لتسيير المرحلة الانتقالية.

ووثق المرصد الأورومتوسطي منذ الانقلاب العسكري استخدام القوات الأمنية والعسكرية التابعة لسلطة الأمر الواقع في السودان العنف المفرط ضد المحتجين، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 90 متظاهرًا وجرح مئات آخرين حتى اليوم، إضافة إلى احتجاز المئات تعسفيًا على خلفية مشاركته في الاحتجاجات أو التعبير عن آرائهم المعارضة لسلوك الجيش السوداني.