لندن – أطلق مشروع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "لسنا أرقامًا" جولة مناصرة تمتد لأسابيع وتشمل عددًا من المدن البريطانية، يشارك خلالها أعضاء المشروع شهادات حية حول أثر 16 عامًا من الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والقصص الإنسانية خلف أرقام الضحايا في الإعلام.

وتستمر الجولة التي تُنفذ بالشراكة مع منظمة "آموس ترست" البريطانية لنحو ثلاثة أسابيع، يتنقل خلالها أعضاء المشروع بين سبع مدن بريطانية للحديث إلى برلمانيين ونشطاء حقوقيين ومجتمعيين وأكاديميين وصحافيين وعاملين في منظمات دولية حول الوضع الإنساني في غزة، والقيود الإسرائيلية المفروضة على سكان القطاع منذ بدء الحصار الإسرائيلي عام 2006. 

وتأتي جولة المناصرة بالتزامن مع فترة الأعياد التي يُحرم الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة عادةً من قضائها بشكل طبيعي؛ بسبب سياسة الفصل الإسرائيلية التي تحول دون قدرة الغالبية العظمى من السكان من التنقل بين المدن للوصول إلى الأماكن الدينية والاجتماع بعائلاتهم في إحدى أكثر أوقات العام أهمية على الصعيدين الديني والاجتماعي.

   الجولة انطلقت كجزء من حملة مناصرة للحديث عن الآثار الكارثية التي خلفتها 16 عامًا من الحصار الإسرائيلي على غزة في الوقت الذي تعجز فيه الغالبية العظمى من سكانه من السفر والتنقل بحرية   

أحمد الناعوق، عضو مجلس إدارة مشروع لسنا أرقامًا

وقال "أحمد الناعوق"، عضو مجلس إدارة المشروع خلال الجولة إن "جيلًا كاملًا في قطاع غزة نشأ تحت الحصار الإسرائيلي المطبق، وجزء كبير من الجيل الحديث لم يسبق له وأن تخطى حدود قطاع غزة إلى العالم الخارجي بسبب صعوبة إجراءات السفر والقيود الإسرائيلية المفروضة على الحق في حرية التنقل والحركة"، مضيفًا أن "الجولة انطلقت كجزء من حملة مناصرة للحديث عن الآثار الكارثية التي خلفتها 16 عامًا من الحصار الإسرائيلي على أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة، في الوقت الذي تعجز فيه الغالبية العظمى من السكان من السفر والتنقل بحرية"

وتحدث "الناعوق" عن فكرة مشروع "لسنا أرقامًا" الذي أطلقه الأورومتوسطي مطلع عام 2015، بما في ذلك الحاضنة التي يوفّرها المشروع للشباب ضحايا الاحتلال ممن يوظفون الكتابة والفن للتعبير عن معاناتهم ومجتمعاتهم، في الوقت الذي يتعامل فيه الإعلام الدولي مع الضحايا كأرقام لا كقصص إنسانية.

وأضاف "الناعوق": أهمية "مشروع "لسنا أرقامًا" تأتي من كونه يربط شباب قطاع غزة المحاصر ثقافيًا وأدبيًا وسياسيًا مع العالم الخارجي، وجعلهم يشعرون بأنهم تجاوزوا القيود المفروضة على معابر القطاع ليصلوا إلى العالم الذي يتمكنون من الحديث بلغته من خلال التدريبات التي يوفرها المشروع لهم"

من جهته قال "عصام عدوان"، مستشار المشروع خلال الجولة: "كتابة قصص الضحايا وراء الأرقام التي يتداولها الإعلام هي رحلة شاقة مليئة بالدموع والآلام، حيث يتعين عليك التركيز على عدد من القصص والجوانب الإنسانية بينما تبقى ملايين التفاصيل غير محكية ولا يفهمها سوى من عايشها"

وكان الأورومتوسطي أطلق مشروع "لسنا أرقامًا" في يناير 2015، بعد أشهر قليلة على إطلاق القوات الإسرائيلية هجومًا عسكريًا على القطاع استمر لمدة 50 يومًا في يوليو – أغسطس 2014، وقُتل خلاله 2,147 فلسطينيًا، جزء كبير منهم من المدنيين، بمن في ذلك الأطفال والنساء.

وتتمثل مهمة المشروع في سرد القصص الإنسانية وراء الأرقام الواردة في الأخبار عن ضحايا الانتهاكات، من خلال تدريب الشبان من ضحايا الانتهاكات على الكتابة الصحافية والقصصية، وربطهم بكتاب وخبراء دوليين متحدثين بالإنجليزية من مختلف أنحاء العالم.

ومن المفترض أن تستمر جولة المناصرة لنحو 20 يومًا حتى منتصف شهر ديسمبر/كانون أول، وتشمل مدن لندن ومانشستر وبرمنغهام وليستر ودورهام وليدز وبريستول.