تتمثل إحدى فلسفات عمل المرصد الأورومتوسطي في إشراك فئاته المستهدفة في تحديد أولويات عمله وصياغة وتنفيذ خطط العمل. من هذا المنطلق، شكّل 2022 عامًا آخر من منح ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق عملنا الفرصة لتنفيذ خطط العمل المصممة خصيصًا لدعمهم والدفاع عنهم، من أجل نقلهم من مجرد متلقين للدعم إلى مدافعين عن حقوقهم وحقوق مجتمعاتهم.
ويصمم المرصد الأورومتوسطي برامجه ومشاريعه بناءً على تحديد احتياجات فئاته المستهدفة وإشراكها في عملية تحديد الأولويات واتخاذ القرار فيما يتعلق بطبيعة الدعم المقدم لها. خلال عام 2022، أطلق الأورومتوسطي واستمر بتنفيذ خمسة مشاريع تستهدف الضحايا و-بشكل أساسي- فئة الشباب في مناطق النزاع في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. شملت المشاريع المنفذة بناء القدرات ورفع الوعي والتدريب وإيصال الضحايا إلى المؤسسات الأممية والدولية للحديث عن الانتهاكات بصوتهم.
وإلى جانب برامج الدعم وبناء القدرات، تشكل جهود الضغط والمناصرة إحدى ركائز عمل المرصد الأورومتوسطي، حيث تركز جزء كبير من عمله في التعاون مع شركائه للضغط على صناع قرار ومسؤولين لاتخاذ خطوات تجاه الحد من انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق عمله من خلال توجيه خطابات عاجلة وإطلاق عرائض ورسائل وقع عليها مسؤولون وأعضاء برلمان ومنظمات دولية ومحلية، كما أطلق حملات إعلامية طالب وشركاؤه فيها صناع قرار ومسؤولين باتخاذ إجراءات تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق عمله. وشملت القضايا التي ركزت عليها تلك العرائض معتقلي الرأي والنزاعات المسلحة والجرائم الإلكترونية وحرية الصحافة وتمكين النشطاء وغيرها.
واستنادًا إلى توثيق فرق البحث الميدانية في مناطق عمله، وبالتعاون مع شركائه، أصدر الأورومتوسطي تسعة تقارير حقوقية وموجزات سياساتية خلال عام 2022، وثق خلالها أوضاع حقوق الإنسان وكشف بناءً على شهادات جمعها لضحايا عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها جهات عدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا. وشملت الإصدارات قضايا عدة؛ من ضمنها تصاعد حوادث غرق وفقد طالبي اللجوء والمهاجرين، والسياسات المتبعة تجاه اللاجئين في أوروبا، والقيود المفروضة على الصحافيين، والنزاعات المسلحة.
يستعرض هذا التقرير السنوي نماذج من أنشطة المرصد الأورومتوسطي خلال عام 2022، والتي شملت حملات ضغط ومناصرة ومشاريع استهدفت ضحايا النزاعات المسلحة ودورات تدريبية وتقارير حقوقية وغيرها.