منذ بداية العقد الماضي، تصاعدت حدة انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتزامن مع خروج المواطنين في بعض دول المنطقة إلى الشوارع للاحتجاج على الأوضاع السياسية والاقتصادية، واندلاع نزاعات مسلحة في دول أخرى. انتهجت الحكومات في المنطقة أساليب عنيفة لإخضاع وإسكات الأصوات المعارضة، من خلال استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين، والاستهداف الممنهج للنشطاء السياسيين والصحافيين.

في شهر يناير/ كانون ثان 2023، استمرت أنظمة الحكم في بعض دول المنطقة بملاحقة النشطاء والمنتقدين السلميين، وتقييد حرية العمل المدني والصحافي، وقمع الاحتجاجات الشعبية، وخنق الحريات العامة. وإلى الشمال الشرقي من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حيث شرقي أوروبا، حصد النزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا مزيدًا من أرواح المدنيين، وتكشّفت بسبب الحرب مظاهر متعددة للتمييز العنصري وازدواجية المعايير على يد ساسة ومسؤولين وصحافيين ومشاهير أوروبيين، واتخذت بعض الحكومات سياسات تمييزية تفضّل اللاجئين الأوكرانيين على غيرهم في الحماية وأماكن الإقامة وظروف اللجوء الأخرى.

خلال شهر يناير/ كانون ثان 2023، شهدت المنطقة أحداثًا إيجابية شارك فريق الأورومتوسطي إلى جانب شركائنا وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى في الدعوة لها أو العمل من أجل تحقيقها، من خلال حملات ضغط ومناصرة حثيثة شملت مخاطبة أصحاب القرار حول الممارسات والمنهجيات التي ينبغي معالجتها وإصلاحها أو وقفها بشكل كامل، وتسخير قوة الإعلام الاجتماعي لإشراك الجمهور افتراضيًا في الدفاع عن القضايا التي تمس حقوقه وكرامته الإنسانية.

ومن أهم ما أثمرت به الجهود الحقوقية خلال شهر يناير/ كانون ثان 2023:

أوروبا

- في 19 يناير/ كانون ثان، تبنى البرلمان الأوروبية بأغلبية كبيرة قرارًا دعا فيه المغرب إلى احترام حرية التعبير والإعلام، والإفراج عن الصحافيين المحتجزين؛ سليمان الريسوني، وعمر الراضي، وتوفيق بوعشرين، والتوقف فورًا عن المضايقات التي تطال جميع الصحفيين ومحاميهم وعائلاتهم.

منذ احتجاز السلطات المغربية للصحافيين الثلاثة وعقب محاكمتهم، خاطب المرصد الأورومتوسطي جميع الجهات المعنية من أجل العمل على الإفراج عنهم، والضغط على السلطات المغربية لوقف اعتداءاتها على حرية الرأي والتعبير والصحافة.

بيان سابق

- في 13 يناير/ كانون ثانٍ، أسقطت محكمة يونانية تهمًا بالتجسس ضد 24 عاملًا في المجال الإنساني؛ كانوا يُحاكمون على خلفية إنقاذ مهاجرين وطالبي لجوء في البحر المتوسط خلال الأعوام الماضية.

في نوفمبر/ تشرين ثانٍ 2022، طالب المرصد الأورومتوسطي بإسقاط جميع التهم المتعلقة بالقضية، والكف عن تجريم عمليات التضامن الإنساني. 

سوريا

- في 9 يناير/ كانون ثان، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارًا جدّد بموجبه عمل آلية إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى شمال غرب سوريا عبر الحدود التركية لمدة ستة أشهر إضافية، بما سيسمح باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى ملايين السكان شمالي البلاد.

خلال العام المنصرم، طالب المرصد الأورومتوسطي مجلس الأمن الدولي بتمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال سوريا، وحذر من أنّ عدم تجديد الآلية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في تلك المناطق على نحو خطير.

بيان سابق

- في 27 يناير/ كانون ثانٍ، خلصت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تحقيق لها استمر نحو عامين إلى أنّ مروحية عسكرية حكومية واحدة على الأقل أسقطت أسطوانات غاز الكلور على مبان سكنية في مدينة دوما السورية، ما أسفر عن مقتل 47 شخصًا. ويشكل التحقيق وثيقة مهمة في أي عملية محاسبة للمسؤولين عن الهجوم.

في أعقاب الهجوم، طالب المرصد الأورومتوسطي بتحقيق مستقل في الهجوم الكيماوي على منطقة دوما بريف دمشق، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين السوريين ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم المروّع.

بيان سابق

- خلال شهر يناير/ كانون ثانٍ استعادت العراق 142 عائلة عراقية كانت محتجزة في مخيم الهول شمالي سوريا، كما استعادت فرنسا 32 طفلًا و15 امرأة فرنسيين من عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" كانوا محتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا.

على مدار سنوات، خاطب المرصد الأورومتوسطي إلى جانب شركائه عددًا من الدول في أوروبا والشرق الأوسط لاستعادة رعاياها من مخيمات الاحتجاز شمال شرقي سوريا، حيث يُحتجزون في ظروف بالغة السوء، ويُحرمون من أدنى حقوقهم الإنسانية.

كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان

السعودية

أفرجت السلطات السعودية عن معتقل الرأي عبد الرحمن الحامد بعد نحو 9 سنوات من الاعتقال التعسفي.

على مدار سنوات، خاطب المرصد الأورومتوسطي السلطات السعودية للإفراج عن معتقلي الرأي، وبادر في إطلاق حملات ضغط بالتعاون مع شركائه لحث السلطات السعودية على وقف سياسة الاعتقالات التعسفية، واحترام حق مواطنيها في التعبير عن آرائهم بحرية.

بيان سابق