جنيف- دعا أحد العاملين في تنسيق جهود الاستجابة الإنسانية لضحايا الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا الشهر الماضي الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان إلى اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لتكثيف وتسريع تدفق المساعدات لمناطق شمالي سوريا دون تأخير.

   نوع المساعدات ووتيرة تدفقها لم تكن تتناسب مع الكارثة الإنسانية الكبيرة التي سّببها الزلزال   

إبراهيم الصبيح، متطوع إغاثي محلي شمالي سوريا

وقال الشاب السوري "إبراهيم الصبيح" في كلمة ألقاها نيابة عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان خلال اجتماعات الدورة الثانية والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إنّ الزلزال ضرب المناطق التي يسكنها الأشخاص الأكثر هشاشة وتأثرًا من النزاع المستمر منذ أكثر من 12 عامًا في سوريا، بما في ذلك ملايين النازحين الذين هربوا من الموت، ويعيشون أوضاعًا إنسانية بالغة السوء.

ونقل "الصبيح" خيبة أمل العاملين المحليين في المجال الإغاثي إزاء تأخّر وكالات الإغاثة الأممية والدول ذات العلاقة في دعم عمليات الإنقاذ، ومساعدتهم في إيواء وإغاثة المتضررين من الزلزال.

وقال: "توقعنا كعاملين في المجال الإغاثي أن تكون وكالات الإغاثة الأممية والدولية على مستوى الحدث، وتتحرك فورًا لتقديم ما يلزم لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض وتوفير الدعم للناجين، ولكن ذلك لم يحدث للأسف".

وأكّد أنّ أولى قوافل المساعدات الأممية وصلت بعد ثمانية أيّام من الزلزال؛ أي بعد انتهاء الأمل في العثور على أحياء تحت الأنقاض، لافتًا إلى أنّ "نوعية المساعدات ووتيرة تدفقها لم تكن تتناسب مع الكارثة الإنسانية الكبيرة".

وشدّد على أنّه لا يمكن أبدًا تبرير التأخر والمماطلة في جهود الاستجابة مهما كانت الظروف، إذ كان ينبغي توفير المساعدات الإنسانية على نحو عاجل دون النظر إلى أي اعتبارات تقليدية.

وفي 6 فبراير/ شباط المنصرم، ضرب زلزال مدمر أجزاء من جنوبي تركيا ووسط وشمالي سوريا، وأسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص، بينهم نحو 4500 في مناطق شمالي سوريا التي يعيش فيها ملايين النازحين في ظروف إنسانية صعبة.

 

نص البيان الشفوي

سيدي الرئيس،

أنا الشاب السوري إبراهيم الصبيح؛ أعمل في تنسيق جهود الاستجابة الإنسانية لآثار الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شمالي سوريا في فبراير الماضي، وأسفر عن مقتل وجرح الآلاف، وتَرَك الملايين بلا مأوى.

لسوء الحظ، أصاب الزلزال المناطق التي يسكنها الأشخاص الأكثر ضعفَا وهشاشة وتأثرًا من النزاع المستمر منذ أكثر من 12 عامًا في سوريا، بما في ذلك ملايين النازحين الذين هربوا من الموت، ويعيشون أوضاعًا إنسانية بالغة السوء، بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

توقعنا كعاملين في المجال الإغاثي أن تكون وكالات الإغاثة الأممية والدولية على مستوى الحدث، وتتحرك فورًا لتقديم ما يلزم لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض وتوفير الدعم للناجين، ولكن ذلك لم يحدث للأسف.

أولى قوافل المساعدات الأممية وصلت بعد ثمانية أيّام من الزلزال؛ أي بعد انتهاء الأمل في العثور على أحياء تحت الأنقاض. وحتى بعد ذلك، لم تكن نوعية المساعدات أو وتيرة تدفقها تتناسب مع الكارثة الإنسانية الكبيرة.

لقد شعر السكان في شمالي سوريا بالخذلان وتخلي المجتمع الدولي عنهم في أكثر اللحظات صعوبة، إذ لا يمكن أبدًا تبرير التأخر والمماطلة في جهود الاستجابة.

ندعو جميع الدول والوكالات الإغاثية إلى زيادة كمية ونوعية المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة، واتخاذ جميع التدابير الممكنة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية هناك.