أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استخدام السلطات اللبنانية للقوة المفرطة في التعامل مع التظاهرات والتجمعات السلمية في العاصمة اللبنانية بيروت والتي نظمها ناشطون في عدد من الحراكات الشعبية اللبنانية قالوا أنها تأتي ضد الفساد المنتشر في البلاد واحتجاجاً على سوء الخدمات العامة.

وقال الأورومتوسطي إن قوات الأمن اللبنانية استخدمت القوة المفرطة صباح أمس الأربعاء 16 أيلول (سبتمبر) في التعامل مع هؤلاء الناشطين والمتظاهرين اللبنانيين المعتصمين بالقرب من مقر البرلمان اللبناني وسط بيروت، حيث كانت تعقد الجلسة الثانية من "الحوار الوطني" لبحث الأزمات التي تمر بها البلاد، وذلك بعد عدم نجاح الجلسة الأولى الأسبوع الماضي.

وأشار المرصد الأورومتوسطي -والذي يتخذ من جنيف مقراً رئيساً له- إلى أن التظاهرات السلمية في لبنان بدأت في يوليو(تموز) احتجاجاً على إخفاق الحكومة بشأن تراكم النفايات بالشوارع، وفشلها في التوصل إلى حلول تجاه الأوضاع في البلاد، وتصاعدت تلك التظاهرات وأخذت بالتوسع منتصف آب (أغسطس) لاستمرار سوء الخدمات العامة وفق ما قاله ناشطون في حملات الحراك اللبنانية.

وبين المرصد الحقوقي الأوروبي أن قوات الأمن اللبنانية تعاملت مع تلك التظاهرات بقوة غير مبررة و اعتقلت أكثر من 30 ناشط وناشطة صباح أمس الأربعاء واعتدت عليهم بالضرب المبرح أثناء اعتصامهم وسط العاصمة بيروت، في الوقت الذي نصبت فيه قوات الأمن اللبنانية العديد من الحواجز العسكرية بشكل مكثف.

وقال الأورومتوسطي إنه سجل أيضاً حوادث اعتداء على المتظاهرين السلميين في لبنان يومي 22 و 23 آب (أغسطس) الماضي حيث قمعت قوات الأمن اللبناني المتظاهرين وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية والطلقات الحية في الهواء في شكلٍ يتنافى مع مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية، حيث أنها لم تلتزم بضبط النفس ولم تتصرف بالتناسب ولم تمتنع عن استخدام القوة في الوقت الذي لم تستخدم فية أية وسائل أخرى غير عنفية، بل صوبت الطلقات المطاطية على أجساد المتظاهرين من مسافات قريبة، وأصابت أكثر من 175 متظاهر خلال هذين اليومين، واعتدت على صحفيين ومصورين بالضرب، الأمر الذي عده الأورومتوسطي اعتداء خطير وواضح على حرية العمل الصحفي.

وقال الأورومتوسطي " إنه وعلى ما يبدو فإن السلطات اللبنانية وقوات الأمن تهدف من استخدام العنف بصورة كبيرة إلى إرهاب المتظاهرين وتقويض أية تظاهرات سلمية مقبلة".

ودعا الأورومتوسطي قوات الأمن اللبنانية إلى احترام حق المتظاهرين بالتجمع السلمي والتعبير عن آرائهم، مطالباً بمحاسبة المعتدين على المتظاهرين وإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في حوادث الاعتداء عليهم.

وقال المرصد الحقوقي " إن على السلطات اللبنانية إعطاء مجال أكبر لحرية التظاهر والتجمع السلمي في لبنان، إلى جانب النظر في المطالب المقدمة من قبل المحتجين وتقديم حلول فعالة لها، خاصة وأنها مطالب تتصل اتصالاً مباشراً بحياتهم اليومية وحقوقهم الأساسية، سيما ما يتعلق بالخدمات العامة للمواطنين".